هناك أبعد من قرص الشمس المولود، هناك أمنيتي تحترق لتتطاير شظايا. هل تعلمين
بأن الروح يا لبنى تحلق مثل هاذيه الطيور؟ لا أدري هل لحالة التشتت هذه من
توقف عن النمو!! رغم سأمي ومللي إلا أني أقاوم هذه الخلايا السرطانية
الصديقة بشيء من الابتسامة، وبالكثير من التفاؤل! فهذه الثورات تستحق نصيبها من الراحة فقد تعبت!
هذه الطيور هي الحياة بكل ما فيها! وبما فيها نحن.
الطيور واضطراب أجنحتها في الهواء هي الخفقان في
أبداننا الفانية. خفقان الطير حر، ولا يضيره أن تلقي به الخفقة العظيمة إلى
عمق السماء وحواف الوجود، بينما نحن مقيدون، يخفق الواحد ليظل يرتطم بنفسه
وجُدُره الداخلية. أنا مثلًا ورغم ضآلتي لا أستوعب نفسي، أشعر وكأني كتلة
ضخمة الحجم، ثقيلة، من مادة أجهلها. الطير لا يرهق عقله كثيرًا في التعرف
إلى نفسه، لكننا نفعل، أنا أفعل، ووجود الأصدقاء الشفافين (المرايا) بالجوار
يهوِّن الأمر. لذلك ولأسباب أخرى كثيرة، أمتن لوجودك، وإن بعدت المسافات،
وإن كان التواصل رسمًا لا روح فيه لذاته، لكن لوجود روحين على طرفيه. تسلم
روحك يا صديقة.